ثورة من الذات: يناير 2012
هنا سأكتب عن كل ما يخطر ببالي من أفكار متعلقة بالحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية.. سأكتب عن كل شيء أتمنى تغييره في واقعنا العربي

الاثنين، يناير 02، 2012

مصر..في عيوني (الجزء الثاني)



اليوم راح أكمللكم مذكراتي في مصر واليوم رح تكتمل عندكم الصورة وتعرفوا كيف تغيرت نظرتي لمصر وكيف صرت أشوفها.
في الجزء الأول وصلت معاكم لليوم الرابع اللي شفت فيه البرج (اللي ما شاف الجزء الأول بيقدر يشوفه هون) وكمان مرة بنوه إنه التدوينة حتكون طويلة .. أطول من الأولى لإنه فيها أيام أكتر فصبركم علي :$

اليوم الخامس (04/11/2011): في 6 أكتوبر

كان يوم جمعة وهاي أول جمعة أحضرها بمصر. صحينا بدري كالعادة وفطرنا وضبينا أغراضنا وأنهينا إجراءات الخروج وقعدنا في صالة الفندق.
أجا وقت صلاة الجمعة. طلع بابا يصلي في المسجد اللي قبال الفندق ولإنه ما ضل في مكان في الجامع صرت أشوف الناس وهي بتمد سجادة الصلاة في الشارع وبيصطفوا جمب بعض وبيصلوا. أنا بهداك الوقت أخدت مكان قبال الجامع عشان أتفرج..

حتى اللي بيشتغلوا في الفندق الأمن والموظفين وناس في الشارع توقف سياراتها الفخمة وتنزل تصف في الصلاة واللي ما معه مصلية يشاركه واحد تاني في مصليته لحد ما صار الشارع مصلى تاني.. كان منظر ملفت فعلا.. الكل سواسية..
فكرت للحظة قديش الإسلام دين عظيم وقديش المصريين حريصين على أداء فرائضهم (حاجة ربنا دي بتاعة ربنا)..
أجا الصديق العزيز إسلام وهم بيصلوا وانضم إلهم

وبعد الصلاة أخدنا أغراضنا واتجهنا لمدينة 6 أكتوبر.. طلعنا من شارع الهرم واكيد شفت الأهرامات وأنا بالسيارة بس بصراحة ما بعرف شو اللي حسيته بالزبط لما شفتهم.. كل اللي بعرفه اني صورتهم من شباك السيارة وبس!!

الهرم الكبير في شارع الهرم في الطريق لـ 6 أكتوبر


كانت الطريق طويييييييييييلة لنوصل ل 6 أكتوبر يعني تقريبا 3 ساعات بس شفنا كتير اشياء بسمع عنها متل جامعة 6 اكتوبر بمبناها الضخم..
وصلنا لبيت أفنان وإسلام وكان معظم الناس صايمين من يوم الخميس فما طولنا نزلنا على المنطقة الصناعية.. (بنصحكم ازا رحتوا مصر تروحوا عليها لإنه بيبيعوا فيها ماركات بأسعار أرخص من السوق العادي.. )
يومها كان زحممممممممممممممممممممة عشان العيد وقضينا وقت منيح اشترينا شغلات صغيرة ولما قرب أذان المغرب 

رجعنا طلعنا السيارة ورحنا عند محل أبو علي الشامي.. بيعمل أكل سوري شاورما وتبولة وفتوش وكبة وأنا كنت مشتاقة لأكل ماما ولأكل الشام فما صدقت!! جبنا شاورما وملحقاتها المذكورة سابقاً.. هون حسيت حالي بالبلد لإنه كل اللي حوالينا بيحكوا فلسطيني غزاوي ههههههه (فعلاً احنا منتشرين مع إننا محاصرين سبحان الله!!)

الجو بالليل بررررررد في اكتوبر (لازم تاخدوا جاكيت معاكم) وهاد الاشي اللي ما كان معي وحسيت حالي تجمدت بأرضي.. بعد الأكل رحنا على مول جديد اسمه مول العرب.. وهون بقلكم يا جماعة المبنى مفرود على مساحة كبييييييييرة يعني الجناح الواحد بيطلع قد شارع عنا ببناياته (والله بدون مبالغة) فإزا قررتوا تروحوا البسوا اشي مريح وخاصة البنات..بلاش الكعب (ما تقولوا ما نبهتكم!!) الاشي المميز في مول العرب النافورة الراقصة اللي بترقص على أغاني أم كلثوم! اه طبعاً ما هي في مصر حترقص على أنغام مين يعني؟!!




المهم بعد ما صورناها غادرنا 6 أكتوبر ورجعنا عالقاهرة بس المرة هاي كانت من طريق اكتوبر J

اليوم السادس (05/11/2011): يا ليلة العيد آنستينا

طلعنا الساعة 10 من الفندق في القاهرة (انا نسيت أقلكم انه احنا من يوم الجمعة نزلنا القاهرة) .. كان يوم السبت يوم الوقفة وكانت الشوارع زحمة ناس كتير بيشتروا للعيد.. نزلنا طلعت حرب وضلينا نمشي من شارع لشارع لحد ما حسيت انه ما ضل فيي حيل للمشي وقلت لبابا خلصت الطاقة لازم أشحن!! (الشاحن السريع عشان انا موبايل حديث :P )

أحد المباني في شارع البستان المؤدي لشارع طلعت حرب


بابا اتطلع حواليه لاقى مطعم "جاد" .. وهاد المطعم في أي منطقة تروحوها بيتلاقوه مزروع .. في المناطق الشعبية وفي المناطق الهاي كلاس على حد سواء!! متله متل كل المطاعم والمحلات في مصر اللي إلها 100 فرع وفرع وهاد الموضوع خلاني مستغربة لإنه ما عنا اشي زي هيك بهاد الحجم الهائل من التوزع في أرجاء البلاد (قطاع غزة كله 360 كيلو متر مربع يعني إذا مصر كلها أوضة وصالة هاي غزة بتطلع الزاوية تبعت الأوضة!!)
المهم وبلا طول سيرة شحنا الطاقة ورجعنا نكمل الجولة وكملنا مشي في شوارع طلعت حرب اللي كل محل فيها بيطلع قد شارع الرمال بحاله (يمكن قلتلكم هاي المعلومة قبل هيك بس ما علينا!) 
ونزلنا العتبة.. كانت الدنيا صارت قريب المغرب وهون كان السوق الشعبي بالبسطات والبياعين اللي بينادوا وفي صوت مسجل بعيد في اشي بيشبه الباص بيقول بصوت أم كلثوم "يا ليلة العيد آنستينااااااااااااا" وهون حسيت فعلا اني بمصر!!


واحنا بنمشي بين البسطات أدن المغرب وكان منظر حلو كتير لما شفت البياعين بيطلعوا الطناجر من تحت بسطاتهم وبينادوا بعض للأكل وينادوا اللي بيمروا من قدامهم "اتفضلوا كل سنة وانتم طيبين" .. الكل كان صايم وأكلهم بسيط كتير.. أكل ناس حالها على قدها ناس تاكل كشري وناس تانية تاكل رز وبطاطا بالبندورة وما فيها لحمة.. (بالله عليكم مين في بلدنا ما بياكل على الأقل مرة بالأسبوع لحمة؟! ) منظرهم كان حلو كتير وفرحني..

انتهت جولتنا في هاد اليوم بالألعاب النارية وأغاني أم كلثوم J

اليوم السابع (06/11/2011): أول يوم العيد مع الأضاحي

اليوم هاد كان هادي كتييييير وما شفت حدا تقريبا إلا في وقت العصر لما رحنا نزور قرايبنا ونعايد عليهم. هم ساكنين في منطقة شعبية والشوارع كانت مليانة دبايح ودم خاصة إنه في المنطقة في تقريبا 3 جزارين قبال بعض.. واحنا واقفين نستنا قريبنا يجي ياخدنا لبيتهم بعد ما وصلنا المنطقة لفتني مشهد أثر فيي كتير..حوالي 4 بنات صبايا قاعدين جنب الرصيف المقابل لأحد الجزارين وبينقوا لحمة من اللي رماها الجزار في الزبالة.. بابا استدرك الموقف وقلي معظم الشعب المصري ما بياكلش لحمة إلا في عيد الأضحى ناس بيستنوا الجزارين يعطوهم بقايا وناس بيلفوا عالبيوت..قلت بقلبي يااااااااااااااااه وقال احنا عنا حصار؟! في حدا عنا ما بياكل لحمة أو دجاج عالأقل مرة في الأسبوع؟ منظر ما بتمنى أشوفه مرة تانية في حياتي L
وأنا في هاي المرحلة من التفكير وصل قريبنا وأخدنا بين الحارات الشعبية البسيطة لحد ما وصلنا البيت وقضينا معاهم وقت وروحنا..
لما رجعنا عالفندق كان لسه الوقت بدري بس البلد فاضية قلولنا انه المولات بيكون فيها حركة فرحنا على مول اسمع سيتي ستارز بس ما اشترينا اشي وهون انا رجعت للمقارنة !! وفي طريق العودة دخلنا انا وبابا في نقاش محوره الفرق الشاسع بين الطبقات الاجتماعية في مصر .. يا أما طبقة تحت الأرض يا أما طبقة فوق السما وبينهم فراغ كبير ما في شي ماليه!
ختمنا اليوم بوجبة في ماكدونالدز لإنه كان أقرب مكان من المكان اللي كنا نازلين فيه. وهون رجعت للمقارنة بين شو انا باكل وشو شفت الناس بيلموا عشان ياكلوا في بداية اليوم مع نظرة ازدراء مني لكل الناس اللي كانوا في المطعم!!

من الأشياء المهمة في هاد اليوم كمان إني بدأت قراءة رواية باللغة الانجليزية لدكتورة فييتنامية بتحكي عن تجربتها في مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان  (راح يكون في تدوينة موجزة خاصة للحديث عن هذه الرواية قريباً)

اليوم الثامن (07/11/2011): كشري التحرير

الناس اللي كنا عندهم قبل بيوم عزمونا على الغدا.. كان أكل فلسطيني (فتة رز ولحمة) بس الكل بيحكي مصري :D قضينا اليوم عندهم. لما روحنا بوقت المغرب قررنا انه نطلع نشوف جزء تاني من البلد ويومها رحنا العتبة ومنها نزلنا عباس العقاد  وكمان مرة رحنا على مول اسمه الجنينة مول بس أسعاره ارخص من سيتي ستارز بكتير. بس انا فعلا كنت خلص انخنقت من المولات والاسواق وطلبت من بابا انه نروح عالفندق بس مشي

وفعلا مشينا في عباس العقاد وخطرت على بالي فكرة خطيرة! إني آكل كشري هههههههههه وفعلا اشتريت صحن كشري من كشري التحرير واخدته تيك اواي .. بتزكر لما وصلنا عالغرفة وفتحت الكشري قلت ما بدي اكل الشطة الحمرا ولا الخضرا ورميتهم وخليت الصلصة الحمرا على اساس انها ما بتحرق وهون كانت الصدمة ... لما أجيت أفتح كيس الصلصة بسناني طلعت بتحرق كتير وقمت أركض اجيب لبن عشان اطفي الحريقة اللي صارت بتمي هههه بس كان لزيز فعلا J

نرجع للتمشاية في عباس العقاد .. وقفنا قدام محل عصير واشترينا عصير فواكه (أجا على بال بابا يشرب عصير بوقتها!) و استغرقنا تقريبا ساعة ونص مشي لحد ما وصلنا الفندق وهيك انتهى يومنا.

اليوم التاسع (08/11/2011): فراق أم عناق؟

في هاد اليوم طلعنا انا وبابا كملنا بعض الأغراض وبعدين رجعنا نضب حقائب السفر على أساس انه كنا حنسافر في ليلة هاد اليوم وحضرنا الشنط وقعدت أقرأ في الرواية عشان كان لازم أرجعها للمكان اللي احنا فيه قبل ما نسافر..

كل اللي بتزكره في هديك اللحظات انه بكيت بحرقة لإني رح اطلع من مصر.. مصر اللي تعرفت على ناسها منيح ومشيت بينهم وشاركوني بلحظاتهم الحلوة والمرة.. مر شريط ال 9 أيام في بالي لحظات سريعة..

الفراق صعب وانا قضيت باقي اليوم في البكا لحد ما عملت اتصال على ارض الوطن وعرفت انه المعبر حيكون مغلق بكرة وهاد بيعني انه لسا في يوم بقدر اقضيه بمصر وفي هاي اللحظة كان شعوري هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!!!

وبدأت أخطط لبكرة مع صديقتي أفنان اللي حكيتلكم عنها في الجزء الأول.

اليوم العاشر (09/11/2011): في المتحف

اتفقنا نلتقي انا وبابا وافنان في طلعت حرب ومنها ننطلق لباقي المخطط.. وصلنا قبل أفنان بشوية وهناك بابا اشترى جاكيت عشان طريق الرجعة وحسب ما قلولنا انه شتا كتير وبرد..

منظر لميدان التحرير على يمين الصورة

لما التقينا بأفنان رحنا عالمتحف المصري..جولة حلوة كتير داخل المتحف (وللأسف ممنوع التصوير جواه وحسب ما عرفنا انه السبب هو انه في ناس بتصور وبتعمل تماثيل نسخ عن الصور وبتبيعها على انها اصلية)

داخل المتحف كانت توابيت كبيرة وتماثيل هائلة في حجمها .. حسيت انه انتقلت لعصر تاني موجود بكل تفاصيله من الادوات البسيطة اللي كانوا يستخدموها الفراعنة من صحون وأواني وملاعق وكراسي واكسسوارات لحد السراير اللي اشكالها غريبة ورجليها تمثل اشكال حيوانات مختلفة لحد المومياوات الملكية..
طابقين من المبنى مليانين بالتفاصيل التاريخية حتى انه في جزء خاص بتحنيط الحيوانات وكان في قطة وسمكة كبيرة وقرد! حضارة عظيمة والحفاظ عليها مسئولية كبيرة على عاتق اخوتنا المصريين..

مدخل المتحف المصري


كانت افنان دليلنا السياحي في المتحف بحكم دراستها للفنون الجميلة ومعرفتها بالتفاصيل والخلفية التاريخية للآثار الموجودة في المتحف.
مع أحد التماثيل في الساحة الخارجية للمتحف

 بعد ما طلعنا من المتحف مشينا على كورنيش النيل لحد ما وصلنا لميدان التحرير اللي كان فاضي

منظر لكورنيش النيل قي وقت العصر

واكلنا تشيسي بايتس في بيتزا هت. الشب الجرسون في المطعم كان دمه خفيف كتير زي المصريين كلهم وكان وقت ممتع قضيناه في اخر لحظات مع أفنان اللي كان وداعها صعب جدا وافترقنا على وعد انه نلتقي مرة تانية بأقرب وقت ممكن.

التشيسي بايتس في بيتزا هت التحرير

في نهاية اليوم كان تحضيرنا النهائي للسفر والتقينا بصديقة ماما ووالدتها اللي كانوا جايين من سوريا في هاد اليوم وروحنا كلنا الساعة 3 الفجر من مصر إلى غزة على أمل لقاء قريب..

الخلاصة:
الهدف الأساسي من هاي التدوينة كان إعطاء فكرة للقارئين عن تجربة عشتها وحسيتها وغيرت نظرتي وطريقة تفكيري عن بلد كانت بجنبي طول الوقت وما اعطيته فرصة يحكيلي عن حالهامن قبل.. فكرة كانت سيئة نتيجة لعدة عوامل تطرقت إلها في بداية الجزء الأول من التدوينة..
كنت بدي كل شخص يقرأ هاي التجربة يحسها زي ما أنا حسيتها عشان يقدر يفهم ليش انا صرت اشوف مصر غير وليش حبيتها..
الخلاصة من كل هالرحلة انه مصر مش بأهراماتها وبنيلها وبأبو الهول اللي فيها.. مصر بناسها.. مصر بطيبة شعبها وعشريته.. مصر بخفة دم أهلها.. بقبولهم بنصيبهم وقدرهم وإيمانهم بالله برغم كل الظروف الصعبة اللي عايشينها